قد ترغب بالحصول على كبل شاحن أطول لتتمكن من استخدام هاتفك الذكي خلال عملية شحنه بحرية أكبر. لكنك قد تتساءل: هل تحدث عملية الشحن بشكل أبطأ باستخدام كبل أطول؟ في هذا المقال سنتحدث بالتفصيل حول العلاقة بين طول الكبل وسرعة الشحن.
هل يعتبر طول الكبل أمراً مهماً؟
بشكل عام يمكن القول بأن لطول الكبل تأثير على كمية الطاقة المنقولة عبر الشاحن، ولكن القاعدة ليست ثابتة. لا نستطيع القول بأن كلما كان طول الكبل أكبر كلما كانت عملية الشحن أبطأ، ولا أن الشاحن القصير يترافق مع سرعة شحن أكبر. هناك العديد من التحذيرات التي ستتعرف عليها ولكن في البداية عليك فهم أهمية طول الكبل.
خلال عملية مرور التيار ضمن الكبل، هناك العديد من العوامل التي بإمكانها التأثير على مرور التيار، ففي النهاية لا يمر التيار بشكل حر. وهنا علينا أن نفهم بأن وجود المقاومة تؤدي إلى فقدان جزء من الطاقة أثناء العبور، وللكبل مقاومة محددة تتسبب بخفض الطاقة خلال مروره ومما يؤدي إلى وصول طاقة أقل. لكن قوة المقاومة تعتمد على أكثر من عامل، كطول السلك، والمواد السمتخدمة في صناعته، بالإضافة لمساحة مقطعه العرضي والحرارة المحيطة.
إن زيادة طول السلك، تؤدي لزيادة المقاومة المعيقة لمرور التيار الكهربائي. ولهذا فإن المقاومة المطبقة على الكبل ذو طول المتر تكون أقل مما هي عليه إذا كان طوله مترين. وبالمثل، تتناسب زيادة الحرارة طرداً مع المقاومة، أي أن زيادة الحرارة تزيد المقاومة أيضاً. لهذا، في حال شحنك لهاتفك مع ارتفاع حرارة المحيط، فإن المقاومة ستكون أعلى أيضاً مما هي عليه في محيط ذو درجة حرارة أقل.
أما بما يتعلق بمساحة المقطع العرضي، فإنها تتناسب عكسيا مع المقاومة. أي بمعنى آخر، السلك السميك يملك مقاومة أقل، والسلك الرقيق يملك مقاومة أعلى. داخل الولايات المتحدة، يتم اسخدام مقياس مخصص لتحديد سمك السلك. وعليك أن تعرف بأن كلما كان الرقم الظاهر على المقياس أقل فإن السلك يكون أسمك، في حين أن الرقم الأكبر يدل على سلك أنحف. ولذا فإن الرقم المنخفض على المقياس يشير إلى مقاومة أقل على العكس من الرقم الأعلى التي تشير إلى مقاومة أكبر.
وأخيرًا، هناك رابط بين المادة التي صنع منها السلك ومقاومة التيار الكهربائي. ويمكن اعتبار أن مادة الفضة ذو مقاومة قليلة، يتبعها النحاس ومن ثم الذهب والألومنيوم. عادةً ما يتم استخدام مادة النحاس في صنع الكابلات لرخص ثمنه مقارنة بالفضة.
بشكل عام، يعتبر طول الكبل أمراً مهماً فيما يتعلق بسرعة الشحن. ولكن هل لطول الكبل أهمية ملحوظة في خفض الجهد والطاقة، وهل يتم أخذه بعين الاعتبار خلال عملية صناعة الكابلات؟
في حال كان شاحن الUSB أكثر طولاً، هل يشحن بشكل أبطأ؟
هناك أمر واضح بأن زيادة طول السلك تؤدي إلى جهد أقل. إلا أنه بالنظر إلى العوامل الأخرى فهو ليس لعامل الوحيد، وبافتراض أن جميع الأسلاك مصنوعة من النحاس، ولن تتغير درجة الحرارة في محيطك كثيراً، فإن العامل الأهم الآخر هو مقياس السلك.
ولهذه الأسباب عادة ما تلجأ الشركات المصنعة إلى الموازنة بين طول السلك ومقياس السلك. فهي تصنع سلكاً أكثر طولاً منخفض القياس لتقليل المقاومة الإجمالية. ولكن في حال لم تقم بذلك فإن زيادة طول السلك دون تغيير المقياس (استخدام مقياس أعلى) يؤدي إلى زيادة المقاولمة وانخفاض الجهد وبالتالي بطء في عملية الشحن.
ولتجنب وقوعك في هذه المشكلة تأكد من حصولك على كبل معتمد من USB-IF ومصنع من قبل علامة تجارية معروفة. USB-IF أو USB Implementers Forum هي منظمة غير ربحية تهتم بالمحافظة على معيار كبلات USB، وقد نشرت توصيات عن الحدود الدنيا من متطلبات مقاومة التيار المستمر DCR. وفقًا للمواصفات المنشورة من قبل USB-IF (PDF)، يجب عدم انخفاض قوة الكابل أكثر من 500 مللي فولت (0.5 فولت) على مسار الكابل كاملاً عند الحد الأقصى للتيار المقدر.
ولهذا، عند شرائك لكابل USB طويل، فاشتري كابل معتمد من قبل USB-IF ومن علامة تجارية مرموقة لكي لا تحصل على شاحن بطيء.
وبعيداً عن شركات الكابلات، فيوجد معايير للشواحن السريعة. فهي تعمل على دفع جهد عالي، آخذة في الاعتبار الجهد المنخفض في الأسلاك الرفيعة والطويلة، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل مشاكل الشحن.
هل عليك القلق فيما يخص طول الكبل لشاحن ال USB؟
في الواقع إن هذا الأمر يخص الشركات المصنعة، وليس عليك كمستهلك أن تفكر بأهمية زيادة طول الكبل، فقد يكون الكبل ذو متر أو مترين مع انخفاض ضئيل في الجهد بالنسبة لهذا الحجم.
