هناك العشرات بل المئات من صيغ الصور، ولربما معظمنا لم يسمع أساساً بـ90% من هذه الصيغ التي يمكن أن تجدها مجموعةً في الويكيبيديا. ولكن ماهي أشهر هذه الصيغ وما هي أهمها، وتحديداً ما الفرق بين صيغ الصور JPG وGIF وPNG؟
في هذا المقال سنتحدث عن أكثر 3 صيغ استخداماً وهي JPG وGIF وPNG، حيث تشكّل هذه الصيغ أكثر من 95% من الصور الموجودة في الإنترنت حسب بعض الإحصائيات. تختلف هذه الصيغ الثلاثة كثيراً عن بعضها البعض، وهذا ما يجعل كل واحدة منها مناسبة للاستخدام في حالات محددة. سنشرح في هذا المقال هذه الفروق ونوضّح متى يجب استخدام كل من هذه الصيغ ونذكر بعض الطرق للتحويل بينها.
وفي الحقيقة فإن تطوّر التكنولوجيا يخلق حاجةً لصيغ جديدة بمواصفات جديدة. حيث أن كل صيغة من الصيغ أتت لتحل مشكلة معيّنة، فمثلاً أُنشئت صيغة JPEG لأن الصيغ الأخرى كانت تستهلك مساحة تخزينية كبيرة.
أصبحت الصيغ الثلاثة حالياً الأكثر استخداماً بسبب توافقها مع متصفحات الإنترنت المستخدمة في عصرنا هذا، وتناسبها مع سرعة الإنترنت وحاجات معظم المستخدمين.
في البداية علينا أن نوضح نقطةً هامةً جداً وهي…
معظم الملفات والصور الموجودة على الإنترنت هي ملفات مضغوطة
لأن الضغط يخفض الحجم ويسهل تناقل هذه الملفات. ولكن في الحقيقة هناك نوعان من الضغط:
- الضغط دون فقدان بيانات lossless compression: وفي هذه الحالة فإن الصورة المضغوطة بهذه الطريقة يمكن إعادتها للصورة الأصلية غير المضغوطة، لأنه لم يتم حذف أي بيانات منها عند ضغطها. وعلى العكس من ذلك فإن…
- الضغط مع فقدان للبيانات Lossy compression: لا يمكن استعادة الصورة الأصلية لأننا حذفنا بعض بياناتها. هذا يوفر حجماً أكبر بالطبع ولكنه يقلل بشكل ملحوظ من جودة الصورة وهذا ما يظهر خصوصاً عند تكبيرها.
صيغة JPG وJPEG
ما هي؟
وُضعت هذه الصيغة من قبل مجموعة خبراء التصوير المحترفين Joint Photographic Experts Group (JPEG) لتكون المعيار الأساسي بين المصورين المحترفين. وفي الحقيقة فإن الصيغة JPEG هي الأقدم حيث ظهرت لأول مرة في عام 1992.
لم تكن النسخ الأولى من نظام الويندوز (وتحديداً MS-DOS 8.3 وFAT-16) تدعم الصيغ التي يزيد طولها عن 3 أحرف. لذا فإن صيغة JPEG اختصرت لـJPG. بينما أنظمة Mac وLinux في ذلك الوقت فقد كان بإمكانها التعامل مع الصيغ الطويلة دون أي مشكلة.
مع الوقت توجّهت برامج التعديل على الصور المشهورة (مثل الفوتوشوب وGIMP التي تملك نسخاً على أنظمة التشغيل المختلفة) نحو حفظ الصيغة JPEG كـJPG لتجنّب حدوث أي خلط بينها. وهكذا أصبح لدينا صيغتين بنفس المواصفات تماماً.
لذا إذا سألك أحدهم عن الفرق بين JPG وJPEG فيمكنك أن تحكي له القصة السابقة. بكل الأحوال فإن الصور بصيغة JPG (وJPEG) تعد صوراً نقطية ثابتة ذات 24 بت، بـ8 بت في كل قناة من قنوات النموذج اللوني RGB. أي أنها لا تحتوي على القناة ألفا. وهذا يعني أن الصيغة JPG وعلى الرغم من أنها تدعم أكثر من 16 مليون لون، إلّا أنها لا تدعم الشفوفية. كما تدعم هذه الصيغة نظام CMYK اللوني.
عند حفظ صورة بهذه الصيغة يتم التخلّص من بعض البيانات التي يُعتقد أنها غير ضرورية وفق عملية الضغط مع فقدان بيانات lossy compression. هذا يسمح بخفض حجم الصورة بنسبة 50-75%، وفي نفس الوقت لا تخسر الصورة سوى جزءاً بسيطاً من دقتها. وهذا هو الهدف الأساسي من إنشاء هذه الصيغة كما ذكرنا.
ما هي استخداماتها؟
أصبحت هذه الصيغة الأكثر استخداماً في الإنترنت بفضل إمكانيات الضغط الكبيرة التي تتمتع بها. وكانت في المراحل الأولى من الإنترنت الصيغة الوحيدة التي يمكن استخدامها لإرسال ملفات الصور. حيث تتراوح نسبة الضغط من 2:1 حتى 100:1، ووسطياً تبلغ 10:1، وهذا يعني أن صورة حجمها 10 ميغابايت يمكن ضغطه ليصبح حجمها 1 ميغابايت فقط عند حفظها بصيغة JPG.
ولكن نتيجة هذه الميزة بحد ذاتها (الضغط) فإنها لا تعد الطريقة المناسبة لحفظ الصور والرسومات الفنية أو التصاميم. لأنها -حتى عند استخدام أعلى دقة فيها- فإنها ستؤثر على جودة هذه الصور.
كما لا تعد هذه الصور مناسبة للطباعة أو التصاميم الحاوية على خطوط وحواف حادة وحتى الصور الفوتوغرافية التي تحتوي على حواف حادة، وذلك لأنها تشوّش هذه الحواف وتجعلها غير واضحة. وذلك لأنها تستخدم تقنية DCT لتقريب الألوان المتشابهة. تعتمد هذه التقنية عل دمج البكسلات التي تملك ألواناً متشابهة وتكون قريبة من بعضها في Tile واحد (وهي مجموعة من البكسلات التي تمتلك نفس المواصفات). وهذا ما لا ينجح عندما يكون لونان متباينان بشدة موجودان بجانب بعضهما البعض في صورة ما.
ومع تكرار عملية الحفظ فإن الدقة تسوء بشكل متزايد. ومع ذلك قد نجد بعض الصور بهذه الصيغة لأنها الأكثر استخداماً والأكثر توفيراً للمساحة التخزينية.
لهذا السبب قامت مجموعة JPEG ذاتها بتطوير صيغةJPG-LS وJPEG 2000 باستخدام خاصية الضغط بدون فقدان للبيانات Lossless Compression. ولكن بسبب سرعات الإنترنت البطيئة وعدم اهتمام المستخدمين بهذا النوع من الصور حينها فإنها لم تنل نفس الشهرة السابقة.
من الأسباب الأخرى لعدم شهرة هذه الصيغة أنها تعتمد على طريقة ترميز مختلفة تماماً عن JPG، كما أن معالجة هذه الصور تتطلب قدراً كبيراً من الذاكرة الأمر الذي لم يكن محبذاً وقتها خصوصاً وأن معظم الحواسيب كانت تأتي بـ64 ميغابايت من ذاكرة الوصول العشوائية فقط.
مع تطوّر الحواسيب الملحوظ ازداد انتشار هذه الصيغة بعض الشيء إلّا أنها بقيت قليلة الاستخدام. وفي وقت كتابة هذا المقال فإن متصفح سفاري وتطبيق Preview من آبل هي الوحيدة التي تدعم هذه الصيغة. علماً أنه بالإمكان تنزيل إضافات أو برامج خاصة لقراءة هذا النوع من الصيغ.
صيغة GIF
ما هي؟
هي صيغة قديمة -كـJPG- ارتبطت بالإنترنت أكثر من التصوير الفوتوغرافي. وهي اختصار لـGraphics Interchange Format أو تنسيق تبادل الرسومات. وتستخدم طريقة الضغط دون فقدان للبيانات LZW (Lempel-Ziv-Welch) والتي تستخدمها صور TIFF ذاتها. كانت هذه الصيغة مستخدمة في المراحل الأولى من عصر الإنترنت قبل ظهور صيغة PNG التي أصبحت مع الزمن المفضلة وأصبحت معظم المتصفحات تدعمها.
صور GIF تأتي بـ8 بت، وهذا يعني أنها لا تعرض أكثر من 256 لوناً والتي يمكن اختيارها من نموذج RGB. علماً أن هناك لوحات ألوان قياسية مثل لوحة ألوان Web Safe. يجدر بالذكر أن الصور التي تتألف من تدرجات الأبيض والأسود هي بطبيعتها 8 بت، وهذا يعني أن صيغة GIF مثالية لها.
تدعم صيغة GIF الشفوفية وكذلك قابلية التحريك بشرط أن يكون كل فريم يحتوي على 256 لوناً فقط.
على الرغم من أن هذه الصور ليست مضغوطة كصور JPG، إلّا أن التحويل لنظام 8 بت في الألوان سيشوّه الصورة كثيراً ويخلط ألوانها وبالتالي قد يجعل من الصعب التمييز بين أجزائها. وكل ذلك يجعل الصورة أسوأ.
ما هي استخداماتها؟
للأسباب السابقة فإن صور GIF غير المضغوطة يمكن استخدامها للحفاظ على الحواف الحادة كما في طباعة الأحرف والأشكال الهندسية. ولكن هذه الاستخدامات يناسبها الصور المتجهة Vector ومن صيغها SVG وAI الخاصة ببرنامج Adobe Illustrator.
لا تعد صيغة GIF مناسبة للتصوير الفوتوغرافي ولا لتخزين الصور. يمكن أن تكون هذه الصور أحياناً بحجم أصغر من صور JPG، وذلك بفضل احتوائها على عدد قليل من الألوان، ولكن يمكن في حال ضغط صور JPG بالحد الأقصى أن تصبح أصغر حجماً.
عموماً فإن صيغة GIF أصبحت قديمة جداً، ولا تستخدم اليوم إلا في وسائط التواصل الاجتماعي كوسيلة للترفيه.
صيغة PNG
ما هي؟
هي اختصار لـPortable Network Graphics أو رسومات الشبكة المحمولة، وقد ظهرت هذه الصيغة بعد 4 سنوات من ظهور صور JPG، حتى أن الصيغتين يتم مقارنتهما كثيراً حتى يومنا هذا. تستخدم صيغة PNG تقنية الضغط DEFLATE، وبالتالي لا تفقد أي بيانات أثناء الضغط ولا تحدث أي تشوهات في الصورة. لهذا السبب فإن صور PNG تبدو أكثر وضوحاً وذات حواف أكثر حدة من صور JPG. وفي نفس الوقت فإنها تستهلك مساحة تخزينية أكبر.
تدعم صور PNG نظام 8 بت كـGIF وكذلك نظام 24 بت لـRGB كـJPG. فـPNG8 تدعم حتى 256 لوناً، أما PNG24 فهي تدعم نفس العدد الذي تدعمه JPG وهو تحديداً ما يقارب 16.5 مليون لون.
كما أنها تستخدم إحدى تقنيات الضغط دون فقدان للبيانات، وهذا يعني أنها لا تقلل من جودة الصورة. علماً أن حجم الصور بهذه الصيغة تكون أكبر من الصيغتين السابقتين ولكن قد لا تدعمها بعض المتصفحات (تحديداً المتصفحات القديمة).
وكما في JPG، فإن لـPNG بعض الصيغ الملحقة ومنها APNG التي تملك ميزة تحريك الصور كالـGIF. وعلى الرغم من أنها غير مشهورة إلّا أنها مدعومة من قبل معظم المتصفحات.
ما هي استخداماتها؟
تعد صور PNG مناسبة جداً للإنترنت والمواقع لأنها تدعم الشفوفية وفي نفس الوقت تحافظ على وضوح الصورة عكس الـGIF.
كما تعد مناسبة جداً لصور التقاط الشاشة screenshot لأنها لا تسبب تشوهاً للحواف الحادة فيها. كما أنها مناسبة لأي صورة تحتوي على كتابة أو لوغو أو أي أشكال ذات حواف حادة.
ولكن بسبب حجمها الكبير فإنها غير مناسبة لتخزين الصور الفوتوغرافية عالية الدقة وتناقلها.
أي صيغة عليك استخدامها؟
من خلال تجربة أُجريت على إحدى الصور فإن الصيغ السابقة كان حجمها كالتالي بالترتيب من الأصغر للأكبر:
- صورة JPG مضغوطة 24 بت: 776 كيلوبايت
- صورة GIF بـ8 بت: 3.84 ميغابايت
- صورة PNG بـ8 بت: 4.34 ميغابايت
- صورة JPG بالدقة الكاملة 24 بت: 4.91 ميغابايت
- صورة PNG بـ24 بت: 9.72 ميغابايت
وهكذا نلاحظ أن الصيغة PNG هي ذات الحجم الأكبر. وهي تحتوي عادةً على معلومات (بيانات) قد تجدها مفيدة أحياناً (وليس دائماً) وذلك حسب احتياجاتك. أما صورة PNG بـ8 بت فهي تعد خياراً مقبولاً جداً ولكن صيغة GIF يكون حجمها أصغر.
لا يعد كلا الخياران مناسبان للتصوير الفوتوغرافي، وذلك لأن صيغة JPG تكون بحجم أصغر بكثير من PNG وفي نفس الوقت فإن دقة الصورة تكون منخفضة بشكل طفيف فقط حيث لا يمكن ملاحظة الفرق إلا عند التدقيق بين الصورتين.
ومن ناحية التخزين والمشاركة فإن صور JPG هي الأفضل بسبب حجمها المناسب.
الخلاصة كالتالي:
- صور JPG هي الأفضل على الإطلاق عند التعامل مع الصور الفوتوغرافية خصوصاً عند رفعها على الإنترنت وتناقلها. حيث تعد هذه الصور ضخمة جداً وتحتوي على الكثير من التفاصيل، كما أن نتائج ضغط الصور باستخدام صيغة JPG لا تكون واضحة في الصور الفوتوغرافية على عكس التصاميم. ولكن يجب بكل الأحوال الحذر عند حفظها أكثر من مرة لأن دقتها تتناقص مع كل عملية حفظ.
- صور PNG مناسبة إذا كنت تريد الحفاظ على شفافية خلفية الصورة. كما أنها الأفضل عند حفظ صور تتضمن كتابة أو خطوطاً وحوافاً حادة أو أشكالاً هندسية أو مناطق كبيرة من الصورة بلون واحد. فكل الأمثلة السابقة لا تبدو جيدة عند حفظها بصيغة JPG. خصوصاً وإن كانت الأولوية هي لجودة الصورة على حساب حجمها.
- صور GIF لم تعد تستخدم كثيراً إلا في مجال تحريك الصور، خصوصاً وأن حجمها هو الأصغر.
كيف يمكن التحويل بين صيغ الصور المختلفة؟
هناك العديد من البرامج التي تستطيع التحويل من JPG وPNG وGIF. ننصحك ببرنامج Format Factory لأنه مجاني كلياً ويغنيك عن الكثير من البرامج الأخرى التي قد تحتاج لتنزيلها للقيام بمهام محددة، مثل تسجيل الشاشة وتنزيل الفيديوهات من اليوتيوب وغيرها الكثير.
اقرأ أيضاً: مراجعة شاملة لبرنامج Format Factory وأهم ميزاته وكيفية استخدامه
يمكنك تحميل البرنامج من موقعنا عن طريق هذا الرابط. والاطلاع على الصيغ المختلفة التي يمكنك التحويل منها وإليها من خلال الصورة.
في النهاية وكتلخيص لما سبق تُعد صيغة PNG أفضل للصور التي تحتوي على أجزاء شفافة وللتصاميم والصور ذات اللون الواحد. أما صور JPG فهي أفضل للصور الفوتوغرافية والتي تحتوي على ألوان كثيرة كالمناظر الطبيعية. وصور GIF فلا تستخدم إلّا في مجال تحريك الصور.